18th Dec 2024
في قرية صغيرة محاطة بالجبال الخضراء، كانت تعيش طفلة صغيرة تدعى لطف. كانت لطف فتاة مليئة بالفضول، وعيناها اللامعتان تعكسان حبها للاستكشاف. ذات يوم، قالت لطف لأصدقائها: "هل ترغبون في تجربة شيء جديد؟". استجاب أصدقاؤها بحماس: "نعم!" وبدأوا جميعًا يتسابقون في الحقول.
بينما كانت لطف تتجول في الغابة القريبة من قريتها، لاحظت شيئًا غريبًا يلمع بين الأشجار. اقتربت منه بحذر، واكتشفت أنه كان صندوقًا صغيرًا ملونًا. نظرت حولها لتجد أن أحدًا ليس بجانبها، شعرت بفضول أكبر، لذا قررت أن تفتح الصندوق.
كان الصندوق مغلقًا، لكن لطف شعرت بشغف كبير لفتحه. علمت أنها بحاجة إلى شيء خاص. أخذت تبحث حولها، وعثرت على مفتاح صغير مغطى بالأوراق. قلبها يسرع وهي تستعد لفتح الصندوق.
أدخلت المفتاح في قفل الصندوق، وفتح الصندوق ببطء. عندما انفتح، انطلقت ألوان تنبعث منها رائحة زهور الربيع. داخل الصندوق، وجدت مجموعة من الألوان السحرية! كانت كل لون في زجاجة صغيرة، وكل واحدة منها تحمل اسمًا مختلفًا: "فرح"، "حزن"، "حب"، و"أمل".
قررت لطف أن تجرب الألوان. فتحت زجاجة "فرح" ورشت قليلًا منها في الهواء. فجأة، انتشرت في الهواء رائحة زهور الربيع، وبدأت الطيور تغني من حولها. صرخت بفرح: "هذا مذهل!".
حينما رشت زجاجة "حب"، شعرت بالدفء في قلبها، وكأنها كانت محاطة بأحضان أحبائها. قالت لطف: "كم هو جميل أن نشعر بالحب!". أما زجاجة "حزن"، فقد جعلتها تفكر في اللحظات الحزينة، لكن صاحبها أصبحت أكثر حكمة.
تذكرت لطف أن الحزن جزء من الحياة، وأنه يجعل اللحظات السعيدة أكثر قيمة. أما زجاجة "أمل"، فكانت الأكثر سحرًا. عندما استخدمتها، شعرت لطف بأنها قادرة على تحقيق أي حلم.
عادت إلى قريتها، وأخبرت أصدقائها عن تجربتها. قرروا جميعًا استخدام الألوان السحرية معًا. فرحت لطف وهمّوا بمشاركتها في تغيير قريتهم.
بدأ الأطفال في تحويل قريتهم إلى مكان مليء بالألوان والأفكار الجميلة. رسموا لوحات رائعة، وزرعوا الزهور في كل مكان، وأصبح المكان مليئًا بالفرح والحب. صرخ أحدهم: "دعونا نحتفل بالألوان!".
ومنذ ذلك اليوم، أصبحت لطف معروفة في قريتها بكونها "لطف الألوان"، لأنها علمت الجميع كيف يكتشفون جمال الحياة من خلال الألوان. عاشت لطف سعيدة، تملأ قريتها بالأمل والفرح، ودوماً تتذكر أن الألوان ليست مجرد صبغات، بل هي مشاعر تعيش في قلوبنا.