16th Dec 2024
مَرَّتْ سَنَواتٌ مِنَ الْجَفافِ على قَرْيَتِنا، حتى كِدْنا نَنْسى كَلِمَةً اسْمُها ((مَطَرٌ))! كانَ الشُّبَّان يتحدثون في السوق، أين ذهب المطر؟ سألت سارة الجميع. ردَّ أحمد: "إن الأرض صارت جافة، مثل قشٍّ محترق!"
ذَاتَ لَيْلَةٍ مُقْمِرَةٍ، اجْتَمَعَ أَهْلُ الْقَرْيَةِ في بَيْتِ وَكيلِ الْفَلَجِ. ذَكَروا مشاكلِ المياه، فقال الوكيل: "يجب أن نبحث عن حَلّ. لنشُقَّ الأرض لنجد الماء!" تجمع الجميع حوله، مِلْؤهم الأمل في العثور على الماء.
في الصَّباحِ، جَمَعَ الْوَكيلُ أَهْلَ الْقَرْيَةِ من جديد. رحلوا معًا إلى مَنْبَعِ الْفَلَجِ، مُتحمسين. عَمِلوا بجد، يَحْفِرونَ باستمرار، رغم أنهم تعبوا كثيرًا. قال أحدهم: "لا تزال لدينا أمل، والماء ليس ببعيد."
كانَ الْمَكانُ يابِسًا جِدًّا، لكن القلوب كانت مليئة بالأمل. فجأة، جاء رجلٌ كبيرٌ في السِّنِّ. سلَّم عليهم وسألهم: "ماذا تفعلون هنا يا أصدقائي؟" التقليدي، كان له نظرته الخاصة في الأمور، وهو يعرف أكثر مما يظن الجميع.
قال الرجل الكبير: "الماء قريبٌ من الجبل، احفروا هناك!". استاء البعض من كلامه، فقال بعضهم: "ماذا يعرف هذا الشيخ؟" لكن الوكيل قرر الاستماع إلى الحكمة من ذاك الرجل.
في البداية، ترددت بعض الأنفاس، لكن تحمسوا من جديد. عاد الرجال للحفر، كالأطفال الصغار يتبعون خطوات والدهم. كان الجميع متشوقين وراغبين في استعادة الخير لأرضهم.
وما هي إلا دقيقة حتى سمعوا صوت الماء! دفق المياه خرج فجأة، كأنه ينبع من قلب الجبل. فرحوا، وتبادلت القلوب الأماني والأفراح في ذاك اليوم الجميل.
ونطق الجميع بصوت واحد: "أخيرًا، المطر عاد إلى قريتنا!". صرخ الأطفال والنساء بالفرح، وتركت أحلامهم المكبوتة استراحة في ضوء الشمس.
بعد فترة من الزمن، تجددت الحياة في القرية. زُرِعت الأشجار، وازدهرت الزهور، وعادت الألوان إلى الوجوه. استمر الأطفال في اللعب، احتفالا بجمال المطر الذي أعاد سعادته إليهم.
وفي نهاية يومهم، اجتمعوا في الساحة، وكل واحد يروي قصة المطر. فرح أولاد العائلة الكبيرة بالصوت العذب للكلمات وقد تبادلوا الأمل والخير في قريتهم.