12th Feb 2025
في يوم من الأيام، خرج جحا مع قاضٍ وتاجر في رحلة طويلة. كان القاضي يبتسم ويتفاخر، بينما كان التاجر يسخر منه بشتى الطرق. قال القاضي بفخر: "مَن كثر لَغَطه كثر غَلَطُه!" وتبعه التاجر بقوله: "يا جحا، ألم تغلط في الكلام أبداً؟"
ردّ جحا عليهما وقال بابتسامة: "نعم، لدي أغلاط كثيرة جداً في الكلام!". قهقها القاضي في الاستهزاء، بينما اندهش التاجر من رده، فتابع جحا: "مرّة، كنت أريد أن أقول: قاضيان في النار، ولكنني أخطأت وقلت قاضٍ في النار!"
ابتسم التاجر لكنه حاول التظاهر بالإهمال، فتابع جحا قائلاً: "ويوماً آخر، كنت أريد أن أقول: الفجار لفي جحيم، ولكنني أخطأت وقلت: التجار لفي جحيم!"
سكت القاضي وتوقف عن السخرية، لكن التاجر كان متمسكا بالضحك. فقال جحا: "ربما نحن جميعاً لدينا أغلاط، فقط نحن هنا لنضحك!"
تفكر القاضي بعمق بعد كلمات جحا، وشعر بالتقدير له. فأجابه: "لعلّ لديك الحق، جحا."
اقترب التاجر من جحا وأخذ يتحدث معه بلطف، وقرر أن يسأله: "وأي أغلاط أخرى تتذكرها؟"
ضحك جحا وقال: "بالتأكيد! مرةً كنت في بازار، وأردت أن أقول: أريد التمر، لكنني قلت: أريد السمك!"
جحا، هذا الكائن الفكاهي بطبيعته، أسعد الجميع من حوله بأخطاءه. سأل القاضي: "ماذا فعلت بعد ذلك؟" أجاب جحا: "ضحكت عندما رأيت البائع ينظر إلي بصدمة!"
واصل الثلاثة الطريق وهم يتبادلون النكات، ونسوا كل شيء عن الإساءة. أخيراً، أدركوا أن الضحك هو أفضل وسيلة للتواصل. قال جحا: "إذا ضحكنا سوياً، لن نغضي بعضنا أبداً!"
وتعلم القاضي والتاجر الدرس: حسن النية والابتسامة يمكن أن تزيل الجروح. وبهذه الروح المرحة، واصل الثلاثة رحلتهم معاً.