23rd Sep 2024
في الغابة السعيدة عاشت شجرة كبيرة، تُعرف بشجرة اللبان. كانت جذورها تمتد بعمق، وظلالها وارفة تلوح بالعطاء، وكانت تحيط بها الطيور الجميلة تغني بألحانها. كل يوم، كانت الشجرة تشارك الطيور همسها، وتدعوهم إلى الجلوس بالقرب منها.
كان هناك يوم مشمس، حين جاءت فتاة صغيرة ذات شعر طويل وعينين زرقاوين. تقدمت الفتاة نحو الشجرة وسألتها بلطف: "مرحبا يا شجرة، هل تسمحين لي بالجلوس هنا؟" أجابت الشجرة بودّ: "نعم، تعالي واستمتعي بظلالي الوارفة."
جلست الفتاة تحت ظل الشجرة، وبدأت تسألها عن اسمها وسر رائحتها الرائعة. ضحكت الشجرة وقالت: "ستعرفين سر رائحتي بمعرفتك لاسمي."
"أنا شجرة اللبان، وفي كل عام من شهر أبريل، يبدأ الناس في جمع اللبان من جذعي، وهي رائحة زكية جدًا. هل تعرفين شيئًا عن اللبان؟" سألت الشجرة الفتاة.
أجابت الفتاة بفضول: "لا، كيف يتم إخراج اللبان من جذعك؟" ابتسمت الشجرة وأجابت: "أستخدم أداة تُسمى المنقف، تشبه السكين. بها، يتم ضرب الجذع بين عشر إلى ثلاثين ضربة، وبعدها يسيل اللبان."
استمع الفتاة بشغف، وطالما كانت لديها أسئلة كثيرة. "وما الذي يحدث بعد ذلك؟" سألت. "يتم جمع اللبان عبر عدة مراحل، وهو ثمين جدًا للمزارعين وللثقافات. لديك أفكار جميلة هنا!"
بينما كانت الشجرة تتحدث، اكتشفت أن هذه ليست مجرد قصة عن اللبان، بل هي عن الصداقة والمحبة، وروح التعاون بين المخلوقات. شعرت الفتاة بسعادة لا توصف!
نادت الفتاة الطيور لتغني معها تحت ظل الشجرة الوارفة، وأخذوا يغنون الأغاني معًا. كانت الأنغام تملأ الغابة، تضفي جمالًا على المكان.
ومع مرور الوقت، كُتبت القصص، وأصبحت الفتاة وصديقتها الشجرة رمزًا للجمال في الغابة. فأصبحت شجرة اللبان وصداقة الفتاة، قصة تروى للأجيال.
وفي نهاية اليوم، شكرت الفتاة الشجرة على كل ما قدمته. "أنتِ أكثر من مجرد شجرة، أنتِ صديقة تحافظين على الطبيعة، وترسلين الفرح إلى قلوبنا."