19th Oct 2024
في قرية نائية، كان هناك رجل عجوز يحيا في ظلام الحزن. كان الجميع في القرية يلقبونه بـ"الرجل التعيس" لأنه لم يكن يبتسم أبداً. كان يتجول في الشوارع متذمراً، مما جعل أهل القرية يتجنبونه. في كل يوم، كان يقف على عتبة منزله، ملامح وجهه عابسة ومزيج من الغم والشكوى على شفتيه.
ذات يوم، عندما بلغ العجوز ثمانين عاماً، حدث شيء غير متوقع. بينما كان أهل القرية يتحدثون عن مشكلاته والرغبة في الابتعاد عنه، بدأ بعضهم يدرك أن هناك شيئاً غريباً. لقد كان العجوز مبتسماً! رأوه يجلس في حديقة منزله بشغف وهو ينظر إلى الزهور الملونة التي تزين حديقته.
جاء القرويون ليقتربوا منه بشغف وفضول، وسأله أحدهم: "ماذا حدث لك؟ لماذا أنت سعيد؟" أجاب العجوز وهو يبتسم بلطف: "لقد قضيت حياتي أسعى وراء السعادة دون جدوى، ثم أدركت أنني كنت أشتت نفسي. قررت الآن أن أستمتع بكل لحظة في حياتي بدلاً من البحث عن شيء قد لا أجده."
بدأ الناس في القرى يتحدثون عن قصة هذا العجوز العجيب. كيف تحوّل من شخص يسبب الحزن إلى مصدر للفرح. بدأوا يقتربون منه أكثر وأكثر، وفي كل مرة يتحدثون إليه، يغمرهم حماس وأمل يخرج من كلماته. لقد أدركوا أنه في بعض الأحيان، لا يحتاج الأمر إلى التغيير في العالم بل إلى التغيير في طريقة تفكيرنا.
وبكل بساطة، أصبح العجوز رمزاً للأمل في القرية. كان يجلس في حديقة منزله كل يوم، يتأمل في الجمال من حوله، وفاز بأصدقاء جدد لم يتوقع أن يحصل عليهم. أدرك أهل القرية أن السعادة ليست شيئاً نبحث عنه، بل هي شعور نختاره بأنفسنا. وهكذا، بدأت القصة تتداول في القرية عن العجوز الذي اختار السعادة بدلاً من الشكوى.