6th Feb 2025
حَلَّ فَصُلُ الرَّبِيعِ وَتَزَيَّنَتِ الطَّبِيعَةُ بِلَوْنِهَا الْأَخْضَرَ الْجَمِيلِ، فَطَلَبْنَا مِنْ وَالِدِي أَنْ يأْخُذَنَا فِي رِحْلَةٍ إِلَى الْغَابَةِ. رَحْبَ أَبِي بِالْفِكْرَةِ وَقَالَ: سَوْفَ نَذْهَبُ فِي نِهَايَةِ الْأُسْبُوعِ. جَاءَ اليَوْمُ الْمَوْعُودُ، قُمْنَا فِي الصَّبَاحِ الْبَاكِرِ، جَهَزَتْ أُمِّي لَوَازِمَ الرَّحْلَةِ وَوَضَعَتْهَا بِمِسَاعَدَةِ أَبِي فِي السَّيَّارَةِ، وَ غَادَرْنَا بِاتِّجَاهِ الْغَابَةِ.
عِنْدَمَا وَصَلْنَا رَأَيْنَا أَشْجَاراً مُخْتَلِفَةَ الْأَنْوَاعِ، مِنْهَا أَشْجَارٌ طَوِيلَةٌ تَكَادُ تُلامِسُ السَّمَاءَ، مُخْتَلِفَةٌ أَوْرَاقُهَا عَنْ بَاقِي الْأَشْجَارِ. فَسَأَلْتُ أَبِي قَائِلاً: أَبِي مَا اسْمُ هَذِهِ الأَشْجَارِ الْعِمْلَاقَةِ؟ أَجَابَ قَائِلاً: هَذِهِ أَشْجارُ الْأَرْزِ. فَقَالَتْ أُخْتِي: هَلْ هِيَ الَّتِي تُعْطِينَا الْأُرُز الَّذِي نَأْكُلُهُ، يَا أَبِي؟ ابْتَسَمَ أَبِي وَ أَجَابَ: لَا يَا ابْنَتِي، فَالْأَرُزُ نَبَاتٌ صَغِيرٌ يُشْبِهُ نَبْتَةَ الْقَمْحِ، وَلَا يَنْمُو فِي الشَّجَرِ.