راقبت الشَّمسَ وهي تغيبُ فشعرتْ بالحزن، ستعودُ إلى الغرفةِ المظلمةِ. تفكر كل يوم في ادِّخار مصروفها، لتشتريَ مصباحًا جميلًا. لكنَّها كانت جائعة، لم تتناول عشاءَها بالأمس، تشعر بالجوع بعد ثلاث حصصٍ دراسيّةٍ. كلما أرادت أن تدخر، ينتصر الجوع ويمنع الحلم.

زوجة أبيها تستقبلُ الجارةَ الجديدةَ في غرفة الجلوس. تحدثتا طويلًا، لكنَّها لامست قلقَها. منذ أسبوع، احترقَ المصباح، وهنا جاءت فكرة الحمَّام. ضوءه كان خافتًا، لكنها لم تُخبرها، فهي لا تريد المزيد من الأسئلة.

رقرت دموعُها على الدفتر، خافت من الظلام. سمعت عن الأشباح التي تخرج ليلاً، لكن ظلام الغرفة يجعلها تتجمد. فكرت في ترك الباب مفتوحًا، لكن الأصوات كانت تزعجها. حزمت أمرها بعد قراءة المعوذتين، للنوم في راحة.

فكرت في المصباح، كيف سيكون حين تشتريه، ستضيء فيه قصصها وأحلامها. كل شيء سيبدو أجمل، وستشعر بالأمان. لذا قررت أنها ستستمر في ادخار مصروفها، لن تتوقف.

وبكل فرح، حلّت الواجبات بسهولة. تفكر في أن تصنع قصة عن مغامرتها مع ضوء الحمَّام، وكيف سيخدمها في المستقبل. الحلم أصبح كبيراً، وهي مصممة على تحقيقه.