16th May 2025
لم يطق بلال رضي الله عنه البقاء في المدينة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم. قال بلال: "أريد أن أعيش في مكانٍ بعيدٍ، حيث لا أسمع صوت الأذان. قلبي حزين. الرحيل هو الحل". فسار إلى الشام والذكريات تلاحقه. وصل بلال إلى الشام ورأى الصحابة. لقد اشتاقوا لصوته الجميل.
عندما طلب عمر رضي الله عنه من بلال أن يؤذن، كان قلبه خائفًا. فقال: "الله أكبر، الله أكبر". ارتجفت القلوب لصوت مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفجأة، عندما قال: "أشهد أن محمدًا رسول الله"، خنقته دموعه، فبكى، وبكى الصحابة معه. كيف لا يتذكر أحلى اللحظات مع الرسول صلى الله عليه وسلم.
بعد تلك اللحظة المؤثرة، اجتمع الصحابة حول بلال رضي الله عنه وواسوه. قال له أبو بكر: "يا بلال، صوتك يطمئن القلوب ويعيد إلينا ذكريات لا تنسى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. ابقى بيننا في الشام، فما لنا عنك غنى". ووافق بلال بهدوء، فوجد قلبه يهدأ بعض الشيء.
وفي مساءٍ لطيف، جلس بلال مع الأطفال في ساحة المسجد. بدأ يحكي لهم عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن حبه للأطفال ورحمته بهم. كانت عيون الأطفال تتسع عندما يسمعون قصصًا عن النبي الكريم، وكيف كان يلاعبهم ويحبهم. شعر بلال بالراحة عندما رأى الفرح على وجوههم الصغيرة.
وفي نهاية اليوم، وقف بلال رضي الله عنه في شرفة المسجد، ونظر نحو السماء الهادئة. أغمض عينيه وتمتم: "يا رب، اجعل ذكرياتي مع الحبيب نورًا يضيء دربي". شعر بلال أن روحه تجد السكينة في نشر الحب والذكرى، فابتسم وعلم أن صوته سيظل يصدح في القلوب.