12th Mar 2025
في قرية صغيرة تحيط بها الجبال، عاش أيمن، فتى يبلغ من العمر 12 عامًا، يملك شغفًا كبيرًا بالطيران. كان يجلس على سطح منزله الطيني مع صديقه سعيد، يحلم بالمستقبل. قال أيمن بحماس، "سأصبح طيارًا يومًا ما!" ضحك سعيد وهز رأسه، "كيف؟ نحن بالكاد نملك المال لنكمل دراستنا!" لكن أيمن لم يدع ذلك يحبطه، فهو رأى الفقر كدافع يجعله يعمل بجد.
كان أيمن يقرأ كثيرًا في مكتبة المدرسة ويمارس صنع الطائرات الورقية. قضى أوقاتًا في تعلم كل شيء يتعلق بالطيران، حتى أنه ساعد ميكانيكي الدراجة في قريته لفهم الآلات. بعد سنوات، حصل على منحة لدراسة هندسة الطيران في المدينة. ودعته والدته بعينين دامعتين، فخورة بإنجازاته. لا يزال العمل شاقًا، لكنه لم يتوقف أبدًا. بعد سنوات من الجهد، جاء اليوم الذي ارتدى فيه زي الطيار لأول مرة ووقف بفخر في قمرة القيادة.
في يوم من الأيام، بينما كان أيمن يستعد لأول رحلة رسمية له كطيار، لم يستطع أن ينسى تلك الليالي التي قضاها تحت النجوم وهو يتخيل نفسه بين السحاب. تذكر كل العقبات التي واجهها، من السهر الطويل والدروس الصعبة إلى الأيام التي كان يشعر فيها باليأس. لكن كل ذلك اختفى عندما أقلعت الطائرة به في السماء، حيث شعر بحرية لا توصف.
بعد هبوطه الأول، عاد أيمن إلى قريته لزيارة والدته وصديقه سعيد. استقبلته القرية بحفاوة، وكان الجميع فخورين بالفتى الذي كان يشاهد الطائرات الورقية وهي تحلق في السماء. قال سعيد مبتسمًا: "لقد فعلتها، أيمن! لقد أثبت أن الأحلام لا تعرف المستحيل."
استمر أيمن في عمله كطيار، لكنه لم ينسَ أبدًا جذوره. قرر أن يخصص جزءًا من وقته لتعليم الأطفال في قريته عن الطيران والعلوم، ليشجعهم على الحلم والعمل بجد مثلما فعل هو. عرف أن النجاح ليس فقط في تحقيق الأحلام، بل في إلهام الآخرين ليحلموا أيضًا.