29th Jan 2025
في يومٍ من الأيام، في قريةٍ صغيرةٍ عند سفح الجبل، كان هناك صبيٌ يُدعى يوسف. كان يوسف معروفاً بفضوله، ودائمًا يسأل: "ما هي القصص التي تخبئونها عن الماضي؟". أتبعته جدران القرية القديمة، حيث استمع إلى كبار السن وهم يتحدثون بهمس عن الزمان البعيد.
ذات يوم، بينما كان يوسف يتجوّل بين الأشجار، رأى ضوءًا غريبًا يتلألأ. "ما هذا؟" تساءل بصوتٍ خافت. قرر أن يتبع ذلك الضوء، الذي كان كالنجم في عالم مظلم، فبدأت قدماه تتحرك نحو ما يجذب انتباهه.
بينما الاقتراب، بدأ يسمع صوتًا مثل همس الرياح. "من هنا، أتعالوا، أوه، يبدو أنني وحدي هنا!". لكن الفضول كان أقوى من الخوف، فواصل يوسف طريقه حتى وصل إلى مكان غريب لم يره من قبل.
كان هناك حجر كبير في وسط دائرة من الأشجار الكثيفة. "ما هذا الحجر؟" همس لنفسه. وعلى الحجر، كان هناك صندوق صغير مصنوع من الخشب، لامعًا كبريق الشمس بعد المطر. اقترب يوسف ببطء وفتح الصندوق.
وجد يوسف مرآة قديمة داخل الصندوق. نظر إلى المرآة ورأى فقط وجهه مبتسمًا في البداية، ثم تحولت الصورة إلى مشاهد من المستقبل! رأى نفسه شابًا، يقوم بمساعدة أهل قريته، حل مشاكلهم بحكمةٍ وشجاعة.
"لا يمكن أن يكون هذا حقيقيًا!" قال يوسف بدهشة. تأمل كيف ستؤثر قراراته على مستقبله. صوراً تظهره يساعد الآخرين، يحققون النجاح والاحترام بسببه. كانت المرآة تعلمه شيئًا مهمًا.
شعر يوسف بالدهشة والرهبة من تلك المرآة. "المستقبل ليس مجرد رؤية، بل هو في أفعالنا. يجب أن أكون أفضل!" قرر العودة إلى قريته، عازمًا على استخدام معرفته.
عندما عاد يوسف إلى قريته، بدأ في اتخاذ قرارات حكيمة. "إنني أستطيع أن أساعد!"، وبدأ في توجيه أصدقائه ومساعدتهم. كلما واجه مشكلة، تذكر ما رأته المرآة وكيف أثر ذلك على مستقبله.
ومع مرور الوقت، أصبح يوسف شخصاً يحترمه الجميع. "يوسف، دائما لديك الحلول!"، قال أصدقاؤه، وقد كان يجلب الخير لقريته. كل شخص فيه كان يثق بقراراته.
وهكذا، أصبح يوسف رمزاً للحكمة في قريته، معززاً بذكريات المرآة السحرية، الذي كان لها دور كبير في تحقيق الأمنيات وتوجيهه نحو المستقبل الصحيح.