8th Feb 2025
كان يوم الجمعة يومًا مشرقًا ومليئًا بالحماس في بيت خالد. قرر الأب أن يصحب أسرته إلى الحديقة الكبيرة التي تقع على مشارف المدينة. الجميع كان متحمسًا؛ الأم حليمة أعدت سلة مليئة بالطعام اللذيذ، بينما ارتدى الأطفال ملابسهم المريحة استعدادًا ليوم مليء بالمرح. “يلا يا عيالي، لا تتأخرون!” قال خالد وهو يشير إلى السيارة.
ركضت شمة بخفة، يتبعها إخوتها محمد وشيخة. أما شمسة الصغيرة وعبدالله فقد حملتهما الأم برفق. عندما وصلوا إلى الحديقة، اتسعت عينا شمة بدهشة. الأشجار العالية تلامس السماء، الأزهار بألوانها الزاهية تنثر عبيرًا لطيفًا في الأرجاء، والأطفال يركضون هنا وهناك بين المساحات الخضراء.
“يا لها من حديقة جميلة!” قالت شمة وهي تمسك بيد محمد. بينما كان والدهم يضع البطانية تحت ظل شجرة كبيرة، قالت الأم: “تذكروا يا أبنائي، لا تبتعدوا عن هذا المكان.” لكن شمة، بفضولها المعتاد، لم تستطع مقاومة رغبتها في الاستكشاف.
قالت لمحمد بصوت خافت: “تعال، دعنا نستكشف الحديقة. ربما نجد شيئًا مميزًا!” “حقًا؟ هيا بنا!” رد محمد بحماس. سارا بين الأشجار العالية، متجاوزين الزهور والأشجار المتشابكة. فجأة توقفت شمة وقالت: “انظر يا محمد! هناك شجرة ضخمة تبدو وكأنها تخفي شيئًا.”
اقتربا بحذر ليجدا خلف الشجرة بوابة صغيرة مغطاة بالنباتات المتشابكة. كانت البوابة قديمة، لكن تصميمها كان ساحرًا وكأنها جزء من حكاية خيالية. قال محمد بدهشة: “هل تعتقدين أننا نستطيع الدخول؟”
“لنحاول!” أجابت شمة بحماس. دفعا البوابة بحذر، وأصدرت صوتًا خفيفًا أثناء فتحها. خلف البوابة، كان هناك عالم مختلف تمامًا. حديقة سرية مليئة بالأزهار النادرة ذات الألوان الزاهية، والفراشات الملونة التي تحلق بحرية في الهواء.
“يا إلهي! هذا المكان رائع!” قالت شمة بدهشة. محمد نظر حوله وقال: “كأننا في قصة خيالية!” بينما كانا يتجولان في الحديقة السرية، لاحظا نافورة صغيرة تتدفق مياهها بلطف. كانت المياه تبدو صافية كالكريستال، وحولها زهور بألوان لم يروها من قبل.
“يجب أن نخبر والدينا عن هذا المكان!” قال محمد. لكن شمة هزت رأسها وقالت: “لا، هذا سيكون سرًّا بيننا. سنعود مرة أخرى لنكتشف المزيد.” بعد فترة من الاستمتاع بالمكان السحري، قررا العودة إلى أسرتهما قبل أن يلاحظ أحد غيابهما.
عندما وصلا، كانت الأم تنادي: “شمة! محمد! أين كنتما؟” ابتسمت شمة وقالت: “كنا نستكشف الحديقة فقط.” لم تكن الأم تعلم أن شمة ومحمد قد اكتشفا بوابة تؤدي إلى عالم سري جميل سيصبح جزءًا من مغامراتهما القادمة.