8th Oct 2024
راحت تراقب الشمس وهي تغيب في الأفق الغربي، يبقى في قلبها حزن كبير. تفكر في العودة إلى غرفتها المظلمة، حيث تتسلل الأنسجة الرقيقة من ضوء المرفأ إلى الحمام. كان لديها فكر واحد، ادِّخار مصروفها، لتشتري مصباحاً أنيساً، ولديها أكل يُشبع الجوعى، لكنها تشعر دائماً بالجوع بعد يوم طويل وعطش، فلا تملك شيئاً.
غابت الشمس تماماً وحل الليل، وتذكرت واجب العلوم الذي لم تنته من حلّه. فتحت باب الحمام على اتساعه، جلست قربه وكتبت، تكتب الإجابات كأنها السحر. كان في قلبها أمنية، أن يكون هناك نور له ما يذهب السماء.
تحدثت في الداخل حول قصة المصباح، حين أخبرت زوجة أبيها الجارة الجديدة عن مشكلة الضوء. اجتمعت الحكايات معاً، وحبست الضحكات في قلبها، لكن لم ترد أن تخبرها مرة أخرى، فتنتقل فكرة السكون والنور.
عندما كانت تحل الواجب، تذكرت جملتها التي تحلم بها. كانت تتمنى لو أن خالتها هند تأتي لزيارتها، بينما تشعر بالراحة فوق سريرها الصغير، لكن صوت التلفاز كان مزعجاً مثل الرياح.
تثاءبت لمرات ودموعها تتلألأ فوق الدفتر، كانت تخشى النوم، بعد قصص الأشباح التي تسمعها الفتيات في المدرسة، بينما باب الحمام يظل مفتوحًا، تتسلل الأفكار إلى قلبها كالظلال.
وجعها يعود كالكابوس، قامت بقراءة المعوذتين لتبقى آمنة، وتتلفظ بكلمات تشعر بها. تمنياتها كانت تقترب، وتغرق في النوم مع حديث أنوار الفجر.
مع بزوغ الشمس، التقت بجدّها الذي كان يروي بستانه. أخذت وهج السعادة، حين أعطاها عشرة دراهم، وعادت بفرحٍ لا يُقارن. الآن ستتمكن من شراء مصباح، يضيء على عتمة الليالي.
أعدت نفسها للذهاب إلى الحانوت، أحلامها ترافقها في رحلتها. تشتري المصباح، وهو الأمين الذي سيساعدها في الظلام.
عادت متحمسة إلى المنزل، وجهها مضاء مثل القمر، وأخبرت الأبواب السكون. وضعت المصباح بجانب السرير، تسكن غرفتها الآن بالأمان.
اليوم سيختلف، ستنام مع الضوء، لم تعد بحاجة لمصدر سري. مصباح الحمام سيرحب بها، يضيء حياتها ويحبب لها الضياء.