23rd Mar 2025
كَانَتْ كَتْكَتَة دَجَاجَةً صَغِيرَةً بِنْيَةَ اللَّوْنِ تَعِيشُ فِي حَظِيرَةِ اَلْدَّوَاجِنِ. كَانَتْ كَتْكَتَة تَقُولُ: "أريدُ أَنْ أَلْعَبَ مَعَكُمْ!" وَلَكِن الدَّجَاجَاتِ الأُخْرَى كَانُوا يَهْزَأُونَ مِنْهَا. أُحْتُقِرَتْ كَتْكَتَة وَكَانَتْ تَقِفُ وَحِيدَةً فِي جَانِبِ الْحَظِيرَةِ، والمَرَّاتُ تَبْقَى بِدُونِ طَعَامٍ. كَانَتْ عَنِيدَةٌ ولكن كَانَتْ تَحْلُمُ بِخَارِجِ الْحَظِيرَةِ.
عِنْدَمَا رَأتْ كَتْكَتَة فُتْحَةً فِي السُّورِ، قَرَّرَتْ أَنْ تَسْتحِقَ الْخُرُوجَ. خَرَجَتْ إِلَى الْفِنَاءِ وَرَأَتْ أُمَّ فَاطِمَة تَحْمِلُ إِنَاءً مَلآنَ بِالذُّرَةِ. دَقَّتْ قَلْبُهَا، قَالَتْ: "أريدُ أَنْ أَحْصُلَ عَلَى طَعَامٍ!" وفِي اللَّحْظَةِ الَّتِي نَظَرَتْ فِيهَا إِلَيْهِم، بدأَتْ حَبَّاتُ الذُّرَةِ تَتَسَاقَطُ عَلَى الْأَرْضِ، وَلَمْ تَأْخُذْ كَتْكَتَة فُرْصَةً، فَجَرَتْ تَقُولُ: "أَنا هنا، سأكل!" وَكَانَتْ تَأْكُلُ بِنَهْمٍ.
كُلَّ يَوْمٍ، كَانَتْ كَتْكَتَة تَخْرُجُ مِنَ الفُتْحَةِ لِتَأْكُلَ الذُّرَةَ مَعَ أُمِّ فَاطِمَة. وَبِمُرُورِ الْأَيَّامِ، كَبُرَتْ كَتْكَتَة وَأَصْبَحَتْ أَقْوَى. لَمْ تَعُد تُصَافِحُ الدَّجَاجَاتِ الأُخْرَى، بَلْ صَارَت تُعِينُ الصُّغَارَ مِثْلَهَا ليَحْصُلُوا عَلَى طَعَامِهِم. تَبَارَكَتْ كَتْكَتَة وَأَحَبَّتْ زَمِيلَاتِهَا.
مَرَّتِ الْأَيَّامُ وَكَتْكَتَة صَارَتْ قَوِيَّةً وَلَمْ تُسَاعِدْ أَحَدًا، بَلْ أَخَذَتْ نصيبها مِنَ الذُّرَةِ وِمِّنَ الأَحْلَامِ. كَانَ مِنَ الْمُمكن ان تَتَذَكَّرَ مَا مَرَّتْ بِهِ، وَلَمْ تَكُن تَخَافُ بَعْدُ. كَانَ زَارِعُ الْحَقْلِ يُدْرِكُ أنَّهَا صَارَتْ دَجَاجَةً شَجَاعَةً.
وفي النهاية، عاشت كَتْكَتَة الصغيرة بسعادة، ولم تنس أبدًا أصدقائها وأحلامها السابقة.