25th Mar 2025
بينما كان النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم في الطواف حول الكعبة، سمع أعرابياً ينادي: "يا كريم!". فأجاب النبي من خلفه: "يا كريم!" واستمر الأعرابي في مناداته ويتجه نحو الميزاب، قائلاً: "يا كريم!". وعندما ألتفت الأعرابي إلى النبي، قال: "يا صبيح الوجه، يا رشيق القد، أتهزأ بي لكوني أعرابياً؟ والله لولا صباحة وجهك ورشاقة قدك لشكوتك إلى حبيبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم." فابتسم النبي وقال: "أما تعرف نبيك يا أخا العرب؟".
قال الأعرابي: "لا". سأل النبي: "فما إيمانك به؟" فأجاب الأعرابي: "آمنت بنبوته ولم أره، وصدقت برسالته ولم ألقه." حينئذٍ قال النبي: "يا أعرابي، اعلم أني نبيك في الدنيا وشفيعك في الآخرة." فاقترب الأعرابي وقبل يد النبي، فقال النبي: "يا أخا العرب، لا تفعل بي كما تفعل الأعاجم بملوكها، فإن الله سبحانه وتعالى بعثني لا متكبراً ولا متجبراً، بل بعثني بالحق بشيراً ونذيراً." ثم هبط جبريل، وأخبر النبي بأن الله يقرئه السلام ويخصه بتلك التحية.
سأل الأعرابي: "أو يحاسبني ربي يا رسول الله؟" فرد النبي: "نعم يحاسبك إن شاء." فقال الأعرابي بتحدٍ: "وعزته وجلاله إن حاسبني لأحاسبنه!" فسأل النبي: "وعلى ماذا تحاسب ربك يا أخا العرب؟" أجاب الأعرابي: "إن حاسبني ربي على ذنبي، حاسبته على مغفرته!". فبكى النبي حتى ابتلت لحيته. وأخبر جبريل النبي بقول الله: "لا يحاسبه ولا نحاسبه، فإنه رفيقك في الجنة."
نسأل الله العظيم أن نكون رفقاء الرسول عليه السلام في الفردوس الأعلى. اللهم اغفر لكل من نقلها ونشرها، ولوالديه ولا تحرمهم الأجر يا كريم. إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله.