26th Mar 2025
في مدينةٍ بعيدة، كان هناك روبوت يعمل في مصنع كبير. كان الروبوت مصنوعًا من المعدن، ولا يعرف شيئًا عن الطبيعة أو الحياة في الهواء الطلق. كانت مهمته اليومية هي العمل المستمر دون توقف. في أحد الأيام، خرج الروبوت في نزهة قصيرة بعد ساعات عمله. بينما كان يمشي في الحديقة، رأى شجرة كبيرة تتوسط المكان. كانت الشجرة تتمتع بأوراقٍ خضراء جميلة وأغصانٍ قوية، وقد كانت تعطي الظل والراحة لكل من يمر بالقرب منها.
اقترب الروبوت من الشجرة وقال: "أنتِ كبيرة جدًا ومختلفة عني. أنا مصنوع من المعدن ولا أحتاج إلى الراحة، لكنكِ تبدين جميلة." أجابته الشجرة بلطف: "أنا بحاجة للماء والشمس، وأنا أعيش ببطء وأمضي وقتي في النمو. لكنني أستطيع أن أقدم لك الظل والراحة عندما تحتاج."
قال الروبوت مستغربًا: "لكنني لا أحتاج للراحة. أنا مصمم للعمل فقط!" ابتسمت الشجرة وقالت: "الراحة ليست ضعفًا. الحياة تحتاج إلى توازن بين العمل والراحة. إنني أقدم الراحة لأعيش، وأنت، رغم قوتك، تحتاج أحيانًا لتهدئة ذهنك ومشاعرك."
فكر الروبوت في كلام الشجرة، وقرر أن يستمتع بقضاء بعض الوقت في الطبيعة بعيدًا عن العمل. جالسًا تحت الشجرة، شعر بشيء جديد، كأن هناك شيئًا مفقودًا في حياته.
في الأيام التالية، بدأ الروبوت يزور الشجرة كلما انتهى من عمله. أصبح يعرف كيف يوازن بين العمل والراحة، واكتشف أن الحياة ليست مجرد عمل، بل هي أيضًا لحظات من الهدوء والاسترخاء.