26th Mar 2025
في صحراءٍ واسعةٍ وحارة، كان الجمل يسير ببطء وهو يحمل على ظهره حملاً ثقيلًا. كانت الشمس حارقة والرمال تمتد بلا نهاية. شعر الجمل بالعطش والتعب، وكان يبحث عن مكانٍ للراحة. وفجأة، اكتشف نبتة صبار صغيرة تنمو بين الرمال. اقترب منها الجمل وتوقف للاستراحة. نظر إلى النبتة وقال: “أنتِ صغيرة جدًا ولا يمكن أن تكوني مفيدة في هذا المكان القاسي.”
لكن نبتة الصبار قالت بصوت هادئ: “رغم صغر حجمي، أنا أعيش هنا في الصحراء الحارة والجافة. أنا أتحمل العطش وأعيش بدون ماء لأسابيع، وأستطيع أن أساعد الآخرين.”
تفاجأ الجمل وقال: “لكن كيف يمكنكِ تحمل هذا الجفاف؟”
أجابته نبتة الصبار: “لقد تعلمت أن أكون قوية وأتحمل الظروف الصعبة. في هذه الصحراء، نعيش جميعًا بطرق مختلفة ولكننا نساعد بعضنا البعض.”
فكر الجمل في كلام الصبار وقال: “لقد تعلمت منكِ، رغم أنكِ صغيرة، لكنكِ قوية ومرنة.”
ثم بدأ الجمل يمشي مجددًا، وعاد إلى طريقه بحكمة جديدة، يعلم أنه لا يجب أن يستهين بأحد مهما كان صغيرًا.
وأثناء سيره، شعر الجمل بالعطش مجددًا، ولكنه كان يعلم أنه يمكنه التحمل. رأى نبتة أخرى من الصبار، وابتسم لها.
فقالت نبتة الصبار: “أنتَ تبدو أفضل الآن. كيف كانت رحلتك؟”
أجاب الجمل: “لقد تعلمت دروسًا مهمة في الصبر والقوة. أشكركِ على نصائحك!”
وبدأ الجمل يسير في الصحراء، محاطًا بأشجار الصبار، وقد اكتشف أن الحياة مليئة بالعجائب حتى في أقسى الأماكن.