مَرَّتْ سَنَواتٌ مِنَ الْجَفافِ على قَرْيَتِنا، حتى كِدْنا نَنْسى كَلِمَةً اسْمُها ((مَطَرٌ)). في أحد الأيام، قال أحمد بصوت متشوق: "يا أصدقائي، كم نشتاق إلى المطر!" أجابته مريم: "لكن متى سيتوقف الجفاف؟". جفتِ الأَفْلاجُ وَ الْآبارُ، وبدأتِ الْبِلْدَةُ تفقد خُضْرَتَها رويداً رويداً.

بعد النقاش، قال أحد كبار السن: "لديّ حلمٌ غريب، لقد رأيت قريتنا خضراء مليئة بالحياة! رأيت الماء يتدفق بكل قوة!"، وهنا بدأ الأمل يتسلل إلى قلوب الجميع. قرر الوكيل أن يطلب منهم الحفر في الأرض على أمل العثور على الماء.

مع مرور الوقت، أخذ التعب يتسلل للجميع، فقرروا أن يستريحوا قليلاً. الساعة كانت منتصف النهار، وأخرجوا قطعة تمر صغيرة وأخذوا يشربون من بقايا الماء المتبقي.

وضعت كلماته الأمل في القلوب، وكان لهم حديث ينير العقول. قال الوكيل: "لنأخذ برأيه، قد يكون صادقاً!". وبدأ الرجال بالتحرك مرة أخرى، متجهين نحو الجبل كما اقترح ذلك الرجل.

عاد النشاط إلى القرية، وبدأوا بإحياء الأرض مجدداً. أشرقت الشمس بوجه مشرق مرة أخرى، وبدأ الناس يزرعون، والأطفال يلعبون على ضفاف الفلج، مستمتعين بالحياة التي بدأت بالعودة.