1st Jan 2025
في ليلة هادئة، تساءلت في داخل نفسي: "لماذا لا تُحب مدينتي عزف قيثارتي؟". تأملني القمر من نافذتي، وكأنه يحاول أن يفهمني. شعرت بوحدة تملأ قلبي، وقررت أن أعزف لعل الموسيقى تذهب عني هذا الشعور.
أمسكت بيدي قيثارتي وبدأت أعزف نغمة حزن. كنت أعتقد أن الموسيقى ستجلب لي الأصدقاء، لكن صوتي كان يختفي في صمت المدينة. "لا أحد يسمعني"، همست بنبرة يائسة.
أمام نافذتي، رأيت الشارع فارغًا، فقط بعض الأسماك تسبح في البركة. ابتسمت تخيلًا، "ممكن أن تكون تلك الأسماك أصدقائي!" ثم تابعت العزف، وكأنني أغني لهن.
توقف صوت القيثارة قليلًا، وقلت: "أيها القمر، هل تسمعني؟ هل تشعر بما أشعر به؟" القمر كان صامتًا، لكنني شعرت بقوة في أعماقي. الموسيقى كانت تسري في دمي كما تسري النجوم في السماء.
بدأت أعود لأعزف، وأفكاري تتدفق. "لا داعي لانتظار أحد!". عزفُ قيثارتي أصبح شيئًا خاصًا بي. كل نغمة كانت تحمل طاقتي الكامنة.
تسائلت: "ماذا لو لم أحب مدينتي وليس العكس؟ كيف يمكنني أن أجد سعادتي هنا؟". بينما كنت أعزف، أخذني الخيال إلى أماكن جديدة. فبدأت أعزف بقوة أكبر.
طرحت الأفكار في رأسي: "ماذا لو رحلت؟". لكنني أُخبرت أن الموسيقى قد تستمر حتى في الظلام. "لا تترك قيثارتك!"، همست لنفسي.
قررت أن أواصل العزف، حتى لو كانت المدينة لا تحبني. ربما كان الحب يحتاج إلى الوقت. "في يومٍ ما، ستستمع المدينة إلي"، كنت أقول لنفسي.
أخذ الليل يتلاشى، وبدا أنني كنت في حلقة من العزف. أغمضت عيني وتخيلت أنني في سماء زرقاء، مع القمر والنجوم، جميعنا نغني في تآلف.
وفي النهاية، أدركت أنني قد أجد سعادتي بالرغم من ما قد تعانيه مدينتي. سأتذكر دائمًا أن الموسيقى هي صوتي، حتى وإن لم يسمعني أحد.