17th Dec 2024
في يومٍ من الأيام، كانت مريم الصغيرة تجلس في غرفتها تحت ضوء القمر، تقرأ كتابًا عن تراث عُمان العريق. أغمضت عينيها للحظة، وتمنت لو تستطيع رؤية هذه الأيام الجميلة بنفسها. وفجأة، شعرت بنسمة باردة تداعب وجهها، وعندما فتحت عينيها، وجدت نفسها في قريةٍ قديمة لم ترَ مثلها من قبل.
نظرت حولها باندهاش؛ كانت البيوت بُنّيّة اللون، وأبوابها مزخرفة بخطوط هندسية ونقوش نباتية رائعة. الأبواب كانت كلوحةٍ فنيةٍ تحكي قصصًا عن الزمن، وكل خطٍّ فيها كأنه يتحدث إلى مريم ويقول: "مرحبًا بكِ يا حفيدة الأجداد." بينما كانت مريم تتجول في أزقة القرية، رأت سوقًا صغيرًا مليئًا بألوان الزينة والحُلي.
بينما كانت مريم تتجول في السوق، توقفت أمام بائع قديم يعرض مجموعة من الأقمشة التراثية. ألوانها الزاهية وتصاميمها العريقة جعلت عينيها تتسعان دهشةً. اقتربت مريم وسألت البائع عن قصة كل قطعة، فروى لها قصصًا عن نساءٍ كرسن حياتهن لحياكة هذه الأقمشة، وأن لكل نقش حكاية قديمة تتناقلها الأجيال.
في زاوية السوق، سمعت مريم صوت أغنية قديمة. اقتربت من مصدر الصوت لتجد مجموعة من الأطفال يرتدون زيًا عُمانيًا تقليديًا، يغنون ويرقصون بفرح. انضمت إليهم مريم، وشعرت وكأنها تعود بالزمن إلى عهدٍ آخر، حيث كانت الأغاني تجمع الناس في حلقاتٍ من البهجة والسرور.
عندما بدأت الشمس تغيب، شعرت مريم بأن الوقت قد حان للعودة. نظرت إلى القرية القديمة للمرة الأخيرة، وحاولت حفظ كل التفاصيل في قلبها. أغمضت عينيها وتمنت العودة إلى غرفتها، وعندما فتحتهما، وجدت نفسها تحت ضوء القمر من جديد، ولكن هذه المرة بروحٍ مليئة بالذكريات والقصص الجميلة عن التراث العُماني.