10th Jul 2025
كانت الرياح تعصف بين الأشجار، لكنها لم تكن تحمل بردًا... بل كلمات مبعثرة. ليان، ذات الأحد عشر عامًا، جلست عند حافة الغابة، حيث كانت تأتي كل يوم لترسم الطيور وتراقب السحاب. "اليوم، سأرسم أشجاراً جديدة!" قالت ليان، وهي تفتح دفتر الرسم. لكن هذا اليوم كان مختلفًا، إذ سمعت صوتًا خافتًا، كأنه همس ناعم يأتي من الجذع المجوَّف لشجرة عجوز. اقتربت بخفة، نظرت داخل التجويف... فرأت مرآة صغيرة مغطاة بالتراب والعناكب. ولسبب لا تفهمه، مدت يدها، ولمستها.
ارتجف الهواء وتحوَّل ضوء الشمس فوقها إلى وهج أزرق بارد. في المرآة، لم ترَ نفسها، بل رأت غابة يبدو أنها غريبة: الأشجار فيها كانت مقلوبة، والسماء مظلمة، والطيور تطير بلا أصوات. "ما هذا المكان؟" تفاجأت ليان، بينما بدأت الألوان تتراقص حول المرآة. ابتعدت ليان بسرعة، لكن المرآة بدأت تتوهج في يدها، كأنها لا تريد أن تُترك.