20th Feb 2025
قال حسون بصوتٍ عالٍ وهو يجول في الحارة: "مرحبًا بالجميع! من يرغب في شراء بعض العطور؟" كان حسون رجلًا طيب القلب، يبتسم للجميع ويجلب الفرح. ووجهه يمتلئ بالحب، حيث كان يقف على حمارته في السوق.
شعر حسون بالسرور عندما شهد الوجوه السعيدة من حوله. كان يبيع العطور الجميلة التي تملؤها رائحة الطيب والعنبر. في كل مرة يمر بجوار بيت، كانت رائحة الطيب تسبقه وتدخل لكل البيوت.
كان حكيمًا، فقد استثمر أمواله بذكاء، وكان يمتلك ثلاث غرف في بيته الطيني الكبير. كل غرفة كانت مليئة بالألوان الجميلة، والضوء ينساب من النوافذ العديدة. جدرانه كانت مزينة برسوماتٍ للزهور والأشجار.
في أول صباحٍ مشمس، قرر حسون زيارة صديقه المقرب. "أهلاً بك يا حسون!" قال صديقه. رد حسون بابتسامة: "أحببت أن أراك، هل تودّ أن تشرب كوبًا من الشاي معي؟"
حب الشاي كان جزءًا من يومه، وبدون تردد جلسا معًا. كان يتحدث مع صديقه عن أيام الطفولة حين كان يحلم بأن يسافر حول العالم. "أتذكر تلك الأيام؟" سأل حسون.
لكن شيئا ما كان يؤلمه. تلك الذكريات عن أمه. لم ينسى أشعة ضحكتها عندما كان صغيرًا. اتخذ قرارًا بالعودة إلى الساحل حيث درس وعاش تجارب كثيرة.
مرت السنوات، وتزوج حسون وأنجب طفلًا وفتاة. كان يحمل ابنه في يده وأشعاره تملأ المكان، وكان ابنته تجلس في حضنه. كانت سعادته لا توصف.
في يومٍ من الأيام، قرر أن يأخذ طفليه في جولة عبر الأزقة القديمة التي عاش فيها. "انظروا، هنا كنت ألعب!" قال حسون، وابتسم لأولاده.
تعلم أولاده من قصته عن الإصرار والعزيمة، وكيف أن العمل الجاد يساعدنا في تحقيق أحلامنا. أدركوا أن الحياة مليئة بالفرص.
الحياة لم تكن سهلة، لكن حسون أظهر لهم دائمًا أن الحب والذكريات الجميلة تعطي معنى للحياة. عائلته كانت كنزًا قلبه، ومهما كانت التحديات، كانوا دائمًا معًا.