24th Sep 2025
في صباح مشمس، دخلت ابتسام الصف بابتسامة عريضة كعادتها. كانت تحب زميلتها إيمان كثيرًا، ورغبت في أن تعبّر لها عن محبتها. تقدّمت منها بخطوات صغيرة وذراعيها مفتوحتين، تريد أن تعانقها. لكن إيمان ابتعدت بجسدها وقالت بصوت خافت: "لا.. لا أريد!" شعرت ابتسام فجأة وكأن قلبها انكسر. نظرت حولها مرتبكة، ثم جلست على المقعد وأخذت تبكي. دموعها نزلت مثل قطرات المطر، وهي تفكّر: "هل أنا مختلفة جدًا؟ لماذا لا يريدون أن يكونوا أصدقائي؟"
رأت المعلمة ما حدث، فتقدّمت بخطوات هادئة وجلست بجانب ابتسام، أمسكت يدها بلطف وقالت: "ابتسام، أنتِ فتاة رائعة، قلوبنا تصبح أجمل بوجودك." ثم نظرت المعلمة إلى إيمان وقالت أمام التلاميذ: "أحيانًا صديقنا يمدّ يديه ليعانقنا لأنه يحبّنا، وعلينا أن نُشعره بالأمان. تخيلي يا إيمان لو أن أحدهم رفضك، كيف سيكون شعورك؟" سكتت إيمان لحظة، ثم نظرت إلى ابتسام ورأت دموعها. شعرت بالندم، واقتربت منها وقالت بصوت مرتجف: "آسفة يا ابتسام، لم أقصد أن أجرحك." مسحت دموعها بيدها الصغيرة، ثم فتحت ذراعيها وقالت: "تعالي نعانق بعض." ابتسمت ابتسام من جديد، وعانقت إيمان بكل حب. صفق الأطفال جميعًا، وقالوا بصوت واحد: "كلنا أصدقاء.. لا للتنمر!" ومنذ ذلك اليوم أصبحت ابتسام وإيمان صديقتين مقربتين، يتشاركان اللعب والضحك، وأصبح الصف مكانًا مليئًا بالمحبة والاحترام.