16th Jun 2025
في أرضٍ بعيدة، حيث تلتقي الشمس بالسهول، كان هناك أربعة إخوة وأختهم الصغيرة، يعيشون في بيت جميل مليء بالحب. رُشاد كان قويًا وشجاعًا كالجبل. ندى كانت خفيفة ومليئة بالمرح، تشبه الهواء النقي. فِداء كان قلبه طيبًا، يعشق الماء ويري كل نبتة عطشى. سلام كان هادئًا وحنونًا، يحب الأرض والنباتات. ذات يوم، جاءهم خبر حزين: 'أبوكم مريض، وهو في قصر الأشجار البعيدة... لا شيء يُساعده سوى جوهرة الأمل التي تحملونها.'
تجمع الإخوة وقرروا سريعًا الذهاب لإنقاذ والدهم. قال رشاد بحزم: "هيا، سننطلق الآن! يجب أن نوصل الجوهرة إلى أبي!" انطلقوا معًا، يتبادلون الضحكات والنصائح بينما يسيرون على الطريق الطويل. كانت قلوبهم مليئة بالأمل والتحدي، وكانوا يعرفون أن الطريق ليس سهلًا.
وبينما هم يمشون، رأوا مزرعة مهجورة. كان العم زيد مسنًا حزينًا يجلس بين الحقول. قال فِداء: "دعونا نساعدة!" وبدأوا بجمع النفايات وتنظيف الأرض. بينما نظفت ندى، بدأت الفراشات تلعب حولها، وضحك العم زيد، ثم سألهم سؤالًا: "كيف يطير من لا يملك جناحين؟"
تابع الإخوة مسيرتهم حتى ظهر لهم ثعلبة ذكية باسم لِما، ترتدي نظارات صغيرة وتحمل كتابًا. قالت لهم: "لكي تعبروا هذه الغابة المظلمة، عليكم أن تجيبوا عن سؤالي: كيف يقف من قلبه رقيق مثل الجبل؟ لا تجيبوا الآن… ستعرفون الجواب حين يحين الوقت." همست: "انتبهوا، الطريق القادم فيه اختبار كبير!"
واصلوا السير حتى وصلوا إلى نهر يغلي كأنه من نار! وكان لطيفًا جدًا. قال رشاد: "لن نعبر هكذا!" ففكرت ندى وجمعت أوراق نبات خاص لا يحترق. بمساعدة الفيل هائل، صنعوا جسراً من الأوراق. ضحك هائل وقال: "من يفكر بقلبه، لا يحترق في الشدائد." عبروا بسلام، ولكن الجوهرة بدأت تضيء!
دخل الإخوة إلى الغابة الأخيرة، حيث هبّت ريح قوية جدًا. كانت ليست عاصفة حقيقية، بل دوامة من المشاعر: خوف، غضب، حزن. صرخت ندى: "أنا سأطير وأفتح طريق النور!" ودارت حول الجميع بضحكتها، فتبدّدت الغيوم. بينما يحمي رشاد الجوهرة بجسده، قال: "لن أمرر الخوف، نحن هنا لأبي!"
حاول فِداء رش المياه ليهدّئ الأرض، وسلام ثبت قدميه حتى لا تتحرك التربة. وقفت العاصفة، وظهرت بوابة قصر الأشجار أمامهم، كانت كبيرة وملونة بأوراق خضراء. اشتعلت أرواحهم بالأمل، فكانوا على بعد خطوات من والدهم!
دخلوا القصر فوجدوا أباهم ممددًا على السرير، يبتسم بصعوبة. اقتربت ندى وقدمت الجوهرة، فأنارت الغرفة كلها، وبدأت الأشجار من حولهم تتفتح بألوان زاهية. قال الأب وهو يبتسم: "عرفت الآن… من يطير بلا جناحين هو من يُبهج القلوب… ومن يقف مثل الجبل هو من يحمي من يحب، حتى لو كان قلبه رقيقًا!"
عانقهم جميعًا، وقال: "أنتم لم تنقذوني فقط… بل أنقذتم الأرض معي." ومنذ ذلك اليوم، أصبح الإخوة حُماة الطبيعة، يزرعون الأمل بقلوبهم، وينشرون رسالة حبهم: "من يساعد الأرض… يجد طريق الحب والشفاء."
واختاروا الاستمرار في فعل الخير، وأصبحوا معروفين في القرى المجاورة. وفي كل مكان ذهبوا إليه، كانوا يشاركون قصتهم عن الجوهرة، وعن كيف أن الحب والشجاعة يمكن أن يحدثا فرقًا كبيرًا في العالم.