18th Mar 2025
في قديم الزمان، كان هناك أطفال في البحرين يجلسون في حلقةٍ ويدردشون. "هل سمعتم عن أمّ الخضر والليف؟" سأل أحمد بفضول. "قالوا إنها تسكن فوق قمة النخيل!" أجابته ليلى بخوف، وابتعدت قليلًا. "يقولون إنها تخطف الأطفال!" ردّ فارس بجدية. وفي تلك اللحظة، هبّت رياح قوية، جعلت الأغصان تتراقص.
وفي ليلةٍ مظلمة، شعر الأطفال بأن شيئًا غريبًا يحدث. "اَللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ أُمِّ الْخَضِرِ وَاللَّيْفِ!" صاح ياسر، وركض مع أصدقائه نحو بيتهم. "يجب أن نقرأ الأذكار لنكون محصنين!" قالت ليلى، وهي ترتجف. رغم أنهم عرفوا أنها مجرد حكاية، إلا أنها جعلتهم يتذكرون التحصين والاحتياط.
وفي صباح اليوم التالي، اجتمع الأطفال في ساحة اللعب تحت أشعة الشمس الدافئة. كانت ليلى تحمل كتيبًا صغيرًا يحتوي على أذكار التحصين. "لقد قرأت هنا أن الأذكار تحمينا من كل شر، مهما كان،" قالت ليلى بثقة، وهي تشير إلى الكتيب. ابتسم أحمد وقال: "إذاً، لن نخاف من أم الخضر والليف بعد اليوم!" ووافق بقية الأصدقاء، وقد شعروا براحة كبيرة.
بينما كانوا يلهون في الساحة، لمحوا امرأة عجوزًا تقترب منهم ببطء. "من هذه؟" تساءل فارس بحذر. اقتربت المرأة منهم بابتسامة دافئة وقالت: "السلام عليكم يا أطفال، أنا جارتكم الجديدة، وأردت أن أتعرف عليكم." أدرك الأطفال أنها ليست سوى امرأة طيبة، فأخبروها عن حكاية أم الخضر والليف، فضحكت وقالت: "لا تخافوا، يا أحفادي. الأذكار تحفظكم دائمًا بإذن الله."
عاد الأطفال إلى منازلهم ممتلئين بالثقة والسعادة. لم تعد أم الخضر والليف تشغل بالهم، فقد عرفوا أن التحصين بالأذكار هو المفتاح لكل خوف. وفي كل ليلة، كانوا يجتمعون ليقرؤوا الأذكار معاً قبل النوم، مطمئنين أن لا شيء يمكن أن يخيفهم بعد الآن. هكذا أصبحوا أكثر شجاعة ووعياً، فهم يعرفون أن الحكايات قد تكون مخيفة، لكن الحقيقة دائمًا أقوى.