14th May 2025
في قرية بعيدة ملوّنة بالورود والأشجار، كان لكلّ عائلة سيارة: حمراء، زرقاء، وأخرى تلمع كالنجوم… إلا بيتنا. “ليش جدو بعده بيركب الحمار؟” تساءلت بفضول، بينما كنت أشاهد جدي يركب الحمار بابتسامة عريضة. جلد الحمار كان بنيًّا ولامعًا، وكان يقفز بمرح، وكأنّ لديه مغامرة في كل مشوار!
في صباحٍ مشمس، نادانا جدّي بصوته الدافئ: “يلّا يا أولاد، اليوم عنا مشوار!” نتجمع حوله بحماس، ونركب خلفه بلطافة. جميعنا نضحك ونتذكّر تلك الضحكات التي يخرجها جدي حين يغني خلال رحلتنا. الصوت يردّد: “كلّن عندن سيارات، وجدي عنده حمار!”
وفجأة، سمعنا صفّارة الشرطة! الشرطي يبتسم لنا ويقول: “تفضّل يا عم، الحمار إله الأولوية اليوم!” نظرت إلى جدي وهو يضحك ويقول: “شكله مشهور أكتر من بعض السيارات!”
وليلى تقول بصوت خافت: “عم يزمروا إلنا؟” وكنت أضحك مع بقية الأصدقاء، ونحن ننظر إلى الحمار الذي يبدو وكأنه في استعراض ملكي! الحمار يمشي مزهوًا وكأنه يملك كل الطريق.
وفي ظهيرة أحد الأيام، تغيّرت السماء فجأة، والغيوم غطّت الشمس، وبدأ المطر يتساقط. “جدو! رح نتبلل!” صرخت بقلق، لكن جدي كان مطمئنًا: “لا تخافي، حمارنا يعرف وين يروح!” بتروٍ، الحمار أخذنا إلى مكان آمن تحت بلكونة، مغطينا من المطر.