8th May 2025
في غابةٍ بعيدة، كثيفة الأشجار وغامضة المسالك، عاش أرنب حكيم يُدعى رابي. لم يكن أرنبًا عاديًا، فقد كان معروفًا بين جميع الحيوانات بحكمته وصبره، حتى أن النمر والدب كانا يستشيران رأيه في الأمور الصعبة. في أحد الأيام، عمّت الغابةَ فوضى غريبة. اختفت المياه من النبع الوحيد الذي يشرب منه الجميع، وبدأ الجفاف يهدد حياتهم. الحيوانات اجتمعت في ساحة الغابة، كلٌّ يصرخ ويلوم الآخر. وقف الأرنب رابي على جذع شجرة وقال بصوت هادئ: "الغضب لا يجلب ماء، ولن نجد الحلّ إلا بالتعاون والعقل."
ثم قرر أن يذهب في رحلة داخل أعماق الغابة، حيث لم يجرؤ أحد على الذهاب من قبل، بحثًا عن سبب جفاف النبع. في رحلته، واجه رابي الضباب الكثيف، والطرقات المتشابكة، وحتى بومة غامضة كانت تحذره: "من يخطو في هذه الظلال، لا يعود." لكن الأرنب لم يتراجع. استخدم ذكاءه لتجنب المخاطر، ووجد في النهاية صخرة عظيمة سقطت وسدت مجرى الماء بفعل زلزال صغير. بمساعدة حيوانات الغابة، التي اتبعت توجيهاته، حركوا الصخرة الكبيرة، وعاد الماء يتدفق من جديد. عادت الحياة إلى الغابة، وشكر الجميع الأرنب رابي. ومنذ ذلك اليوم، لقبوه بـ "حكيم الغابة"، وأصبح رمزًا للحكمة والشجاعة والتفكير الهادئ في الأزمات.