1st Jan 2025
فِي سُكون الظلمة المُهِيب، أسدل الليل ستائره حيث كانت سارة تتحدث إلى قيثارتها: "لماذا لا يحبني الناس؟". كانت تنظر إلى السماء والنجوم تشع في الأفق وتفكر في جمال العالم من حولها.
عندما نظرت إلى قيثارتها المُركونة في الزاوية، شعرت بالحنين. "كيف يمكنني أن أعبّر عن نفسي؟"، قالت سارة وهي تأخذ القيثارة وتجلس بجانب النافذة.
وسادت لحظة صمت، كانت سارة تخيل كيف ستلعب ألحاناً جميلة، وكأن القمر يراقبها ويتمنى أن يسعدها. نظر القمر إليها وهو يجلس عالياً، يبدو حزينا لكنه يشع ضوءه الرائع.
"لماذا لا يسألني أحد عن شعوري؟"، تساءلت سارة، فتدفق أفكارها، كالقطيع الذي يتناحر، داخل عقلها. كانت تنظر إلى القمر وكأنها تطلب منه أن يكون صديقها.
"أيها القمر، لماذا لايأتي أحد ليحدّثني؟"، كانت كلماتها تعبر عن وحدتها. بدأت تعزف بلطف، وصوت الآلات كان ينسجم مع همسات الرياح.
بدأت سارة تتأمل جمال القمر كيف يضيء المدينة، عازفة ألحانها الحزينة. كل عذاباتها أصبحت موسيقى تجوب الفضاء.
في تلك اللحظة، أحست سارة براحة لأن القمر كان يصغي، "أخي القمر، هل يجب أن أرحل عن هذه المدنية؟"، كان تساؤلها مفعمًا بالأمل.
والموسيقى تجري من أناملها، فأجابت القيثارة بصوت عذب، فتحت أبواب الذكريات، وأخذتها إلى عالم جديد في خيالها.
"عزيزتي القيثارة"، همست سارة، "هل سنسافر إلى مكان جديد؟"، كانت تشعر بأن قلبها ينبض مع كل نغمة.
لعبت حتى الساعات الأخيرة من الليل، وأخيرًا قررت: "أحتاج إلى مكان يُحب فنّي"، وكان الأمل يملأ عينيها.