8th Dec 2024
في قرية صغيرة بين جبال عالية وسواحل المحيط الهندي، عاشت امرأة تُدعى عائشة. كانت عائشة تقول للأطفال: "هيا نذهب لأكتشف قصص أجدادنا!" كل مساء، كانوا يجتمعون تحت شجرة النخيل الكبيرة، حيث تحكي لهم عن ماضي عمان. كانت قصصها مليئة بالمغامرات عن الرحلات البحرية إلى الهند وأفريقيا.
في يومٍ مشمس، أخذت عائشة الأطفال إلى سوق القرية. هناك، شعروا برائحة البهارات وتلألأ الألوان. اقتربوا من الحرفي سالم الذي كان ينحت الخشب. "شاهدوا!" قال سالم بابتسامة، "سأصنع لكم سفينة جميلة!" وعندما انتهى، أعطاها لهم كهدية. كانوا سعداء ورغم عودتهم تحت القمر اللامع، كانت عائشة تعرف أن قلوبهم امتلأت بحب تراثهم.
وفي مساءٍ آخر، قررت عائشة أن تأخذ الأطفال في جولة إلى وادي الجبل. تحت النجوم المضيئة، جلست عائشة تحكي لهم عن الرجال الشجعان الذين كانوا يصعدون الجبال ليحضروا العسل النقي. حملت الرياح أصواتهم وهم يقولون: "لن نملّ من اكتشاف أسرار هذا الوادي!" كانت عائشة سعيدة وهي ترى عيون الأطفال تلمع بالفضول والشوق لمعرفة المزيد.
وفي اليوم التالي، عادوا إلى السوق حيث كان الحرفي أحمد ينسج السلال من سعف النخيل. اقتربت عائشة مع الأطفال، وقالت لهم: "هذه السلال كانت تستخدم لحمل التمر والفاكهة في الرحلات الطويلة". شاهدوا أحمد بإعجاب وهو يُظهر مهارته في صنع السلال. لم يكن مجرد حِرَفٍ، بل كان تاريخًا حيًا يتدفق بين أيديهم.
وفي نهاية الأسبوع، اجتمعوا جميعًا تحت شجرة النخيل مرة أخرى، تحدثت عائشة قائلة: "التراث ليس فقط ما نراه، بل هو أيضًا ما نشعر به بقلوبنا." وبتلك الكلمات، فهم الأطفال أن حبهم لتراثهم هو ما يجعل تلك الحكايات حية وممتعة. تحت ضوء القمر، عادوا إلى بيوتهم، حاملين في قلوبهم قصصًا ستبقى معهم إلى الأبد.