12th Oct 2024
كان حمد، الطالب الإماراتي في الصف السادس، شغوفًا بالتكنولوجيا والألعاب الإلكترونية. قضى ساعات طويلة على هاتفه الذكي يلعب الألعاب ويتواصل مع أصدقائه عبر الإنترنت. ذات يوم، بينما كان يلعب إحدى الألعاب الشهيرة، تلقى رسالة من شخص غريب يطلب منه مشاركة بعض المعلومات الشخصية للحصول على "جوائز إضافية" داخل اللعبة. شعر حمد بالحماس، ولكنه تردد للحظة وتذكر نصيحة معلمه في المدرسة: "احذر من مشاركة معلوماتك الشخصية عبر الإنترنت."
في تلك اللحظة، قرر حمد عدم الرد على الرسالة وبدلاً من ذلك، توجه إلى والده ليخبره بما حدث. والده، الذي كان على دراية بمخاطر الإنترنت، جلس مع حمد وأوضح له أهمية السلامة الرقمية. قال: "يا حمد، العالم الرقمي مليء بالفوائد، ولكنه يحمل أيضًا مخاطر كبيرة. هناك أشخاص يحاولون خداع الآخرين لسرقة معلوماتهم أو حتى إلحاق الأذى بهم. لذا يجب أن تكون حذرًا."
بدأ حمد يفهم أن الإنترنت ليس مجرد مكان للعب والتسلية، بل هو أيضًا عالم يجب أن يكون فيه حذرًا ومسؤولًا. بعد أيام قليلة، نظمت المدرسة ورشة عمل عن السلامة الرقمية، حيث تعلم حمد المزيد عن كيفية حماية نفسه من المحتالين والمخاطر على الإنترنت. تعرّف على كيفية إنشاء كلمات مرور قوية، أهمية تحديث التطبيقات والبرامج بانتظام، وكيفية تحديد الرسائل المشبوهة.
وفي إحدى المرات، بينما كان يتصفح الإنترنت، رأى إعلانًا مشبوهًا عن "هدايا مجانية". بدلاً من النقر عليه، تذكر ما تعلمه وأغلق الصفحة فورًا. كان يشعر بالفخر لأنه أصبح يعرف كيف يحمي نفسه في العالم الرقمي.
أصبح حمد بعد ذلك مثالًا لأصدقائه وزملائه في المدرسة. في كل مرة كان يسمع أحدهم يتحدث عن رسالة غريبة أو إعلان مشبوه، كان يُحذّرهم ويخبرهم عن أهمية السلامة الرقمية. أصبح الآن يشارك في المسابقات الخاصة بالأمن الإلكتروني في مدرسته، وألّف مع فريقه كتيبًا بعنوان "دليل الطالب للسلامة الرقمية"، الذي تم توزيعه على جميع طلاب المدرسة.
بفضل وعيه والتزامه، تمكن حمد من تحقيق التوازن بين الاستمتاع بالعالم الرقمي والبقاء آمنًا، وأصبح قائدًا صغيرًا في مجتمعه في مجال السلامة الرقمية. كانت قصته درسًا لكل من حوله، أن الوعي الرقمي ليس فقط مهارة، بل مسؤولية.
وفي النهاية، أدرك حمد أن السر الحقيقي وراء السلامة الرقمية هو الحذر، الوعي، وعدم الانجرار وراء الوعود الكاذبة.