30th Jan 2025
في زمن بعيد، عرفت جوليا بسترانا، الفتاة ذات القصة الغريبة، في قريتها الصغيرة. كانت جوليا تتميز بشعرها الطويل والأسود وعيونها اللامعة. قالت لها والدتها: "ماذا تريدين أن تصبحي يا صغيرتي؟" فأجابت جوليا بحماس: "أريد أن أكون فنانة وأرسم كل شيء!". قررت جوليا أن تبدأ بالرسم على جدران منزلهم، فصارت رسوماتها زاهية بالألوان وتحتوي على أشكال متنوعة. ضحك أهل القرية وقال أحدهم: "لن تظهر رسوماتها إلا في الخيال!".
وفي يوم من الأيام، جاءت نورا، صديقة جوليا، لتشاهد رسوماتها الجديدة. قالت نورا بدهشة: "يا جوليا، إن لوحاتك تتحدث بألوان رائعة!". أجابت جوليا بسعادة: "شكراً يا نورا! أريد أن أشارك العالم كل ما أراه في خيالي!". قررت جوليا أن تعرض لوحاتها في مهرجان القرية القادم. جاء كل أهل القرية، واستمتعوا بأعمال جوليا الفنية. منذ ذلك الحين، أصبحت جوليا فنانة مشهورة، ورسمت أحلامها على كل جدار في القرية.
مع مرور الوقت، بدأت جوليا تستلهم من الطبيعة المحيطة بها. كانت تتجول في الحقول والغابات، تلتقط الألوان المتنوعة للأزهار وأوراق الأشجار، وتحولها إلى لوحات مدهشة. لاحظ أهل القرية كيف أن جوليا لم تعد ترسم فقط لأجل الفن، بل كانت تنقل إليهم جمال العالم من خلال عيونها. وقالت إحدى النساء في القرية: "إن جوليا تجعلنا نرى الأشياء كما لم نرها من قبل!".
وفي أحد الأيام، جاء إلى القرية فنان مشهور من المدينة، سمع عن أعمال جوليا ويرغب في رؤيتها. بعدما رأى لوحاتها، قال لها بإعجاب: "يا جوليا، لديك موهبة عظيمة. هل تودين أن تعرضي لوحاتك في المدينة؟". شعرت جوليا بالسعادة والامتنان، ولكنها أجابت: "شكراً لك، لكنني أريد أن أظل هنا في قريتي الصغيرة، حيث يمكنني أن أستمر في رسم الأحلام على الجدران." وهكذا، أصبحت جوليا رمزًا للإبداع والأمل في قريتها، واستمرت في رسم عالمها الساحر إلى الأبد.