16th Nov 2024
فِي قَرْيَةٍ صَغِيرَةٍ، كَانَتْ تَسْكُنُ فَتَاةٌ جَمِيلَةٌ تُدْعَى هِنْد. كَانَتْ هِنْدُ فِي التَّاسِعَةِ مِنْ عُمُرِهَا، وَاشْتُهِرَتْ بِنُبْلِ أَخْلَاقِهَا وَحُبِّهَا لِلْعِلْمِ. كَانَتْ تُحَافِظُ عَلَى حِجَابِهَا بِفَخْرٍ، فَكَانَ يُزَيِّنُهَا وَيَزِيدُهَا وَقَارًا. هَذِهِ هِيَ هِنْد، مَثَلٌ لِلأَخْلَاقِ وَالعِلْمِ.
فِي الصَّبَاحِ، تَحْمِلُ هِنْدُ حَقِيبَتَهَا إِلَى المَدْرَسَةِ. كَانَتْ أَوَّلَ مَنْ يَصِلُ إِلَى المَكْتَبَةِ الصَّغِيرَةِ هُنَاك. تُحِبُّ قِرَاءَةَ الكُتُبِ المُفِيدَةِ الَّتِي تَزْرَعُ فِي قَلْبِهَا القِيمَ. هَذِهِ اللَّحَظَاتُ كَانَتْ تُشْعِلُ فِي عَقْلِهَا شُعْلَةَ الفَضُولِ لِلْمَعْرِفَةِ.
بَعْدَ الحِصَصِ، تَجْتَمِعُ مَعَ صَدِيقَاتِهَا فِي السَّاحَةِ. يَلْعَبْنَ أَلْعَابَ التَّرْكِيبِ وَالبِنَاءِ. تَسْتَمْتِعُ بِحَلِّ الأَلْغَازِ وَتَفْخَرُ كُلَّمَا انْتَهَتْ مِنْ تَرْكِيبِ لُغْزٍ جَدِيدٍ. تُجَدِّدُ مَعَهُنَّ الفَرَحَ وَالحَيَوِيَّةَ.
عِنْدَمَا تَعُودُ هِنْدُ إِلَى البَيْتِ، تَجْلِسُ مَعَ جَدَّتِهَا الَّتِي تَسْرُدُ لَهَا حِكَايَاتٍ شَعْبِيَّةً قَدِيمَةً. الحِكَايَاتُ تَكُونُ مَلِيئَةً بِالحِكَمِ، تُلْهِمُ عَقْلَهَا وَتُثِيرُ خَيَالَهَا. يَسْمَعُ وَالِدُهَا أَلْغَازًا دَائِمًا، تُشْعِلُ فِي مَخِيَّلَتِهَا النَّقَاشَ وَالإِبداعَ.
تُحَافِظُ هِنْدُ عَلَى صِحَّتِهَا بِتَنَاوُلِ طَعَامٍ صِحِّيَّ. تُحِبُّ الفَوَاكِهِ وَالخُضْرَوَاتِ، مَعَ كَأْسٍ مِنَ الحَلِيبِ كُلَّ صَبَاحٍ. وَفِي المَسَاءِ، تَذْهَبُ إِلَى دَرْسِ القُرْآنِ مَعَ أُسْتَاذَتِهَا نُوَال، الَّتِي كَانَتْ تُعَلِّمُهَا قِرَاءَةَ القُرْآنِ بِتَرْتِيلٍ. كُلَّمَا فَهِمَتْ آيَةً، تَشْعُرُ فِي قَلْبِهَا بِالسَّعَادَةِ.
ذَاتَ يَوْمٍ، عِنْدَمَا تَعُودُ إِلَى بَيْتِهَا، تَرْتَمِي فِي أَحْضَانِ أُمِّهَا. تَشْعُرُ بِالسَّعَادَةِ. تَفْرَحُ عَائِلَتُهَا بِنجَاحَاتِهَا. يَعُمُّ البَيْتَ الفَرَحُ كُلَّمَا شَارَكَتْهُمْ حِكَايَةً جَدِيدَةً.