23rd Apr 2025
كانت شمس الصباح تنعكس على دلاء الماء النحاسية، بينما كانت الغافة العتيقة ترخي ظلّها على البئر، ونسوة القرية ينتظرن دورهن لملء القِرَب. قالت موزة، الطفلة التي ترتدي كندورة وردية وعقال مزين بالخوص: "جدتي، لماذا نحمل الماء من هذا المكان البعيد؟" فردت جدتها التي ترتدي برقعًا لامعًا وشيلة داكنة، قائلة: "لأنه بئر الغافة... الماء فيه نقي، وهو نعمة لا تُقدّر بثمن يا بنيّتي." بينما كانت النسوة تجتمعن حول البئر، هبت نسمات الصباح العليلة، وتحركت الأعشاب الخضراء بلطف. قالت موزة بحماس: "أريد أن أملأ دلوي بنفسي!" ضحكت جدتها وأجابتها: "تفضلي، لكن احتفطي بعينيك على الأنبوب! الماء هنا روحي، يجب أن نحترمه!" شعرت موزة بالفخر وهي تملأ دلوها بالماء النقي، مضيئةً بحماس لا حدود له.
شاء الجو في القرية أن تظل الحكايات تُروى وتُسمع، في انتظار جزيل العطايا.