3rd Feb 2025
فِي أَحَدِ الأَيَّامِ الجَمِيلَةِ، كَانَ هُنَاكَ أَرْنَبٌ سَرِيعٌ جِدًّا يُدْعَى "سَامِي". كَانَ سَامِي يَفْتَخِرُ بِسُرْعَتِهِ فِي الجَرْيِ أَمَامَ أَصْدِقَائِهِ. كَانَ يَتَفَاخَرُ بِمَهَارَتِهِ فِي الرَّكْضِ وَيَقُولُ: "لَا يُمْكِنُ لِأَيِّ حَيَوَانٍ أَنْ يَرْكُضَ أَسْرَعَ مِنِّي، أَنَا الأَسْرَعُ فِي الغَابَةِ!" وَكَانَ الجَمِيعُ يَضْحَكُونَ مِنْ كَلاَمِهِ وَيُوَافِقُونَهُ لِأَنَّهُ كَانَ فِعْلًا سَرِيعًا. وَفِي أَحَدِ الأَيَّامِ، أَثْنَاءَ تَجَوُّلِهِ فِي الغَابَةِ، قَابَلَ السَّلَحْفَاةَ "سَارَةَ" الَّتِي كَانَتْ تَمْشِي بِبُطْءٍ شَدِيدٍ. كَانَتْ سَارَةُ مَعْرُوفَةً فِي الغَابَةِ بِحِكْمَتِهَا وَصَبْرِهَا، وَلَكِنَّهَا لَمْ تَكُنْ سَرِيعَةً أَبَدًا.
تَوَقَّفَ سَامِي عَنْ الضَّحِكِ وَقَالَ: "تَحَدٍّ؟! أَنْتِ حَقًّا جَادَّةٌ؟ لَا أَظُنُّ أَنَّكِ تَسْتَطِيعِينَ الفَوْزَ ضِدِّي، وَلَكِنْ إِذَا كُنتِ مُصِرَّةً، فَسَنَرَى." فَكَّرَتْ سَارَةُ لِحَظَاتٍ ثُمَّ قَالَتْ: "لِنُحَدِّدْ مَكَانَ السَّبَاقِ! مَاذَا عَنْ المِسَافَةِ مِنْ قَاعِدَةِ الشَّجَرَةِ الكَبِيرَةِ إِلَى قِمَّةِ التَّلِّ؟" وَافَقَ سَامِي سَرِيعًا، مُتَأَكِّدًا مِنْ فَوْزِهِ. فَقَالَ: "حَسَنًا، سَنَبْدَأُ غَدًا فِي الصَّبَاحِ، وَفِي النِّهَايَةِ سَأَكُونُ قَدْ فُزْتُ بِكَثِيرٍ مِنَ الوَقْتِ!" وَانْطَلَقَ الأَرْنَبُ سَامِي مُبْتَعِدًا وَهُوَ يَضْحَكُ.
فِي يَوْمِ السِّبَاقِ، اجْتَمَعَتْ جَمِيعُ حَيَوَانَاتِ الغَابَةِ لِمُشَاهَدَةِ السِّبَاقِ بَيْنَ سَامِي الأَرْنَبِ وَسَارَةَ السَّلَحْفَاةِ. كَانَتْ سَارَةُ تَبْدُو هَادِئَةً وَمُتَمَالِكَةً، بَيْنَمَا كَانَ سَامِي يَقْفِزُ فَرَحًا وَيَتَفَاخَرُ بِقُدْرَتِهِ. عِنْدَمَا أَعْطَى القِرْدُ إِشَارَةَ البِدَايَةِ، انْطَلَقَ الأَرْنَبُ كَالرِّيحِ، بَيْنَمَا بَدَأَتْ سَارَةُ فِي سَيْرِهَا البَطِيءِ بِثِقَةٍ وَثَبَاتٍ.
بَعْدَ مَسَافَةٍ قَصِيرَةٍ، رَأَى سَامِي أَنَّهُ قَدْ تَقَدَّمَ بَعِيدًا عَنْ سَارَةَ، فَفَكَّرَ فِي نَفْسِهِ: "لَمَاذَا لَا أَسْتَرِيحُ قَلِيلًا؟ لَنْ تُدْرِكَنِي سَارَةُ أَبَدًا." وَافْتَرَشَ الأَرْنَبُ ظِلَّ شَجَرَةٍ كَبِيرَةٍ وَاسْتَلْقَى لِيَنْعَسَ قَلِيلًا. فِي تِلْكَ الأَثْنَاءِ، كَانَتْ سَارَةُ تَتَقَدَّمُ بِبُطْءٍ وَأَصْدِقَاءُ الغَابَةِ يُشَجِّعُونَهَا بِحَمَاسٍ.
عِنْدَمَا اسْتَيْقَظَ سَامِي، كَانَتْ السَّلَحْفَاةُ قَدْ تَقَارَبَتْ مِنْ خَطِّ النِّهَايَةِ، وَأَدْرَكَ أَنَّهُ قَدْ أَسَاءَ التَّقْدِيرَ. جَرَى سَامِي بِكُلِّ سُرْعَتِهِ، لَكِنَّ سَارَةَ وَصَلَتْ أَوَّلًا وَسَطَ تَصْفِيقِ وَتَهْلِيلِ أَصْدِقَائِهَا. تَعَلَّمَ سَامِي دَرْسًا مُهِمًّا فِي هَذَا اليَوْمِ، وَقَالَ لِسَارَةَ: "لَقَدْ كُنْتِ حَقًّا رَائِعَةً، وَأَعْتَرِفُ أَنَّ الصَّبْرَ وَالثِّقَةَ أَهَمُّ مِنَ السُّرْعَةِ فَقَط." وَبِتِلْكَ الكَلِمَاتِ، أَصْبَحَ الأَرْنَبُ وَالسَّلَحْفَاةُ أَصْدِقَاءَ حَقِيقِيِّينَ.